08 - 05 - 2025

مؤشرات| بجاحة إسرائيلية .. والعرب نيام

مؤشرات| بجاحة إسرائيلية .. والعرب نيام

البجاحة والمراوغة الإسرائيلية الصهيونية لا تتوقف، وليس لها حدود، ولا تلتفت إلى أي إدانات أو إعتراضات، وبدلا من أن تتوقف عن ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، فإنها تزداد تبجحًا، وهذا ما تجسده سياسة التوسع في المستوطنات.

ففي أعقاب الإحالة التي قدمتها فلسطين إلى المحكمة الجنائية، بشأن جرائم الاستيطان في الأراضي المحتلة، وبدلا من أن تبحث تل أبيب عن حالة من النقاش فقد ردت حكومة العدو الصهيوني على ذلك بالإعلان عن مخططات لبناء 3900 وحدة استيطانية جديدة.

بل خرج وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان"، قبل ايام، وبطريقة مستفزة، صرح بأن آآ المجلس الأعلى للتخطيط الاستيطاني سيصادق في اجتماع قريب على 30 خطة لبناء 2500 وحدة استيطانية في كل الضفة الغربية، و1400 وحدة استيطانية يتم الشروع في بنائها فورا.

وفي طريقة أكثر استفزازا للعرب، وكل فلسطيني، وكأنه يخرج "لسانه" لأي معترض، مستخدما في ذلك كل أصناف الصلافة والعجرفة، ليقول "ليبرمان" في تغريدة له على تويتر، "إن الحكومة الإسرائيلية ستعزز الاستيطان في كل أنحاء الضفة الغربية".

وتقوم إسرائيل بكل ما تقوم به ومازالنا نستخدم لغة الإدانة والشجب، وكفى، وتدرك أن آخر العرب هو "الشتيمة" ومن المعروف ووفقا للثقافة العامة، فان "الشتيمة لا تلزق" والعدو الصهيوني يدرك ذلك جيدا، بل الغريب أن الملعون "ليبرمان"، اختار إعلان خطة المستوطنات الجديدة في الضفة، عشية الإحتفال بذكرى العاشر من رمضان، وهو الأمر الذي ربما يكون مقصودا، حتى لو مصادفة، فأنا مع العدو الصهيوني، أشك حتى في عدد أصابعي، فجدتي كانت تقول "لا تأمن لاسرائيلي، أو صهيوني، ولا تصدق كذاب".

وأعتقد أن كلام جدتي ينطبق في هذه الحالة بكل تفاصيلها، على الكيان الإسرائيلي، فيقينا فإن الصهاينة لا أمان ولا عهد لهم، وكاذبون على طول الخط، والبجاحة الإسرائيلية، كما أعلن ليبرمان، ووزارة دفاع الاحتلال، واضحة، وفي تفاصيل ما جاء في أعقاب الإحالة التي قدمتها فلسطين إلى المحكمة الجنائية، يشير بيان وزارة الكيان إلى أن المخططات لبناء المستوطنات تشمل 400 وحدة في مستوطنة "أرئيل" شمالي الضفة الغربية، و460 وحدة في مستوطنة "معاليه أدوميم"، إلى الشرق من القدس ومستوطنات أخرى، بمعنى أن الضفة تتحول يوما بعد يوم إلى مزرعة من المستوطنات، بهدف مزيد من العزل لأهل فلسطين. 

ويعكس كل هذا مدى التحدي الإسرائيلي للمجتمع الدولي وذلك من خلال المزيد من قرارات الإستيطان، والتي حتما ستشهد مزيدا من سياسات التصلف في الفترات المقبلة، بعد النكبة الثانية للقضية الفلسطينية، والتي تمثلت في النقل المشؤوم لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، في تحد أمريكي جديد للعرب، ودعم صارخ للعدو المحتل، لنؤكد مجددا أن السياسة الأمريكية واحدة، ولن تتغير، حيث يتحكمّ فيها اللوبي اليهودي الذي يدعم كل رؤساء أمريكا لضمان حماية العدو المحتل في الشرق الأوسط.

وإذا كان هناك من يصف القرار الإسرئيلي بالتوسع في بناء المستوطنات، بأنه استهتار بالمجتمع الدولي ومؤسساته، بل الأسوأ ، أنه استهزاء بالموقف العربي، والذي تدرك حكومة الإحتلال، أن الرد العربي لن يتعدى سوى ورقة مخطوط عليها كلمات، لن يصل مدى تأثيرها عن الغرفة التي تُكتب فيها.

ونتمنى أن تكون هناك مواقف عربية تدفع إلى موقف دولي أكثر قوة، يجسد العبارات التي تقول "إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة مرفوض وغير شرعي من أول حجر إلى آخر حجر"، ثم الأهم هل آن الأوان أن تتحرك المحكمة الجنائية ، للرد على قرارات حكومة المحتل الإسرئيلي والرد على كل "ليبرمان"، ونسمع عن تحقيق دولي في جرائم الحرب في الأراضي المحتلة، خصوصاً تلك التي تتم من خلال الإستيطان، وأن تتحول سياسات الرفض على ألسنة بعض المسؤولين حول العالم من مجرد الكلام إلى واقع الفعل.

*ملاحظة: لمجرد أن أدان الكاتب الصحفي عبد الرحيم عليآآ  -في مؤتمر أمام مجلس النواب الفرنسي- سياسات الحلف الصهيوني الأمريكي، ضد مصر، واستخدام الإرهابيين كأداة وشريك من خلال دعمهم، قامت الدنيا ولم تقعد، بل خرج المجلس الممثل للجاليات اليهودية في فرنسا "الكريف" ليشن حملة ضد عبد الرحيم ويتهمه بمعاداة السامية، والسؤال أرأيتم سرعة تحرك الصهاينة في الدفاع عن قضايا وهمية، بينما نتحرك بـ"حركة الفيل" في قضايانا الحقيقية.

-----------------

المقال منشور في المشهد الاسبوعي (عدد 29 - 5 -2018)

آ 

آ 

آ 

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش